الأردن

خطوات إستثمارية خجولة للبنوك الإسلامية في الأردن

الصيرفة الاسلامية في الأردن

تمكنت الصيرفة الإسلامية في الأردن من الانتقال من مجرد أداة مالية إلى مصدر هام لتمويل الموازنة العامة في البلاد. ففي الفترة الأخيرة، أشرف البنك المركزي الأردني على إصدار صكوك إسلامية وصلت قيمتها إلى 700 مليون دولار، الأمر الذي يدل على اهتمام الحكومة بهذا القطاع. وبحسب الخبراء، فإن البيئة الأردنية تُمكن الصيرفة الإسلامية من لعب دور كبير في الاقتصاد، مقارنة مع نظيرتها التقليدية، وخاصة أنها أداة أساسية للتنمية.

و يؤكد الخبير المالي، سليمان المعايطة، أن الصيرفه الإسلامية تلعب دورا في التنمية الاقتصادية من منطلق أن غالبية المنتجات المصرفية الإسلامية قائمة على أساس توجيه الأموال نحو الاقتصاد الحقيقي الذي يؤدي الى زيادة حقيقية في الناتج القومي، ما يترتب عليه استقراراً في قيمة العملة وكبحا لتوجهات التضخم.

و يكشف المعايطة، أنه من خلال قراءة التاريخ المصرفي الإسلامي الأردني، والذي توسع في الآونة الأخيرة من خلال انتشار البنوك الإسلامية، نجد أن الصيرفة الإسلامية حققت نتائج ملموسة و مميزة في تشجيع الاستثمار وخلق فرص عمل جديدة، نتيجة المشاريع الاستثمارية التي مولتها، الأمر الذي دفع بالاقتصاد الأردني نحو الأمام، خاصة في ما يتعلق بتقدم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

كذلك يوضح الخبير الاقتصادي وسام المعايطة، أن الحاجة ال البنوك الإسلامية في ظل متطلبات العصر أصبحت ضرورة اقتصادية وشرعية لكل مجتمع إسلامي يرفض التعامل بالربا ويرغب في تطبيق الشريعة الإسلامية, مشيرا الى إنفراد البنوك الإسلامية عن غيرها من مؤسسات الوساطة المالية التقليدية بجملة من الخصائص، أهمها عدم تعاملها بآفة الربا، الأمر الذي يشجع العديد من المواطنين والمستثمرين للاتجاه نحو هذا النوع من الصيرفة، خاصة في المجتمع الأردني.

ويتابع في هذا الصدد :”تستثمر البنوك الإسلامية مواردها المالية في مجالات الاستثمار المشروعة، حيث تراعي أولويات المجتمع، وتعمل على ربط التنمية الاقتصادية بالتنمية الاجتماعية. وعليه يمكن القول بأن الصيرفة الإسلامية لها طابعها الخاص والمميّز من حيث كونها مؤسسات مالية مصرفية تنفرد عن غيرها من مؤسسات الوساطة المالية التقليدية بدورها الكبير في تدوير عجلة الاستثمار الحقيقي على مستوى الاقتصاد الأردني”.

كما ينوه المعايطة بالدور الكبير الذي تقوم به البنوك الإسلامية في الأردن، حيث تسهم وبشكل واضح في دعم متطلبات التنمية الاقتصادية، حيث تقوم بتمويل جميع الأعمال التجارية وأعمال الاستثمار، وتمويل المشروعات والأنشطة المختلفة.إلا أن المعايطة يلفت في المقابل إلى وجود العديد من التحديات، أبرزها زيادة حدة التنافس مع دخول البنوك التقليدية والأجنبية سوق العمل المصرفي الإسلامي، وبكل ما تمتاز به هذه البنوك من إمكانيات هائلة وقوة ذاتية توفر لها عناصر إضافية للنجاح، ومدى استجابة البنوك المركزية في تذليل الفجوات التنظيمية والتشريعية القائمة، لتتمكن البنوك الإسلامية من مواكبة الصناعة المصرفية العالمية من حيث تطوير أنظمتها وخدماتها ومنتجاتها المصرفية.

و تولي المملكة الأردنية اهتماما بكيفية عمل البنوك الإسلامية، ويبين مدير برنامج البنوك الإسلامية، يزن العطيات، أن قانون البنوك الأردني رقم 28 لعام 2000، أقر لتنظيم عمل البنوك، و أقر آليات محددة لمراقبة نشاطها، حيث تتولى هيئة الرقابة الشرعية مدى التزام البنوك بالأحكام الشرعية وإبداء الرأي في صيغ العقود اللازمة لأعماله وأنشطته، والنظر في أي أمور تكلف بها وفقا لأوامر المصرف المركزي الصادرة لهذه الغاية.

هذا، و شهدت الصيرفة الإسلامية ارتفاعاً في حجم أصولها خلال السنوات الماضية, فقد ارتفعت الموجودات إلى ما يقارب 16%، أما الودائع، فقد بلغت 18%، وحققت نسبة جيدة في التمويل والاستثمار بلغت 24%، ما يعكس زيادة الطلب من قبل الأفراد والشركات على التمويل الإسلامي”.

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button

Adblock Detected

الموقع يعتمد على الاعلانات لكي يستمر. المرجو دعمنا من خلال تعطيل مانع الاعلانات و شكرا لتفهمكم