المغرب

البنوك التشاركية في المغرب بعيون خبير مالي دولي

الصكوك الاسلامية

رحب الخبير الدولي في المالية الإسلامية, عمر الكتاني، باستثمار البنوك الخليجية في البنوك التشاركية بالمغرب، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية موافقة رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران على مساهمة “CIH” و “CDG” في بنك تشاركي إلى جانب بنك قطري، باعتبار أن مساهمة هذه البنوك في الأبناك التشاركية، هو وسيلة لإستقطاب رؤوس أموال مهمة للاقتصاد المغربي.

و يرى الكتاني أن دول الخليج توجد ظروف خاصة تجعلهم يبحثون لفائضهم المالي عن مناطق مستقرة لإستثمارها، حيث أن أوروبا لم تعد منطقة مستقرة خصوصا بعد الأزمة العالمية لسنة 2007، مما يشكل بالتالي فرصة تاريخية للمغرب الذي يعد من الدول القليلة في عالمنا العربي التي تعرف نوعا من الاستقرار السياسي والاقتصادي.

بنك البركة للمشاركات يبدأ أعماله في الربع الأول من 2016

وأشار الكتاني العلاقات المتميزة التي تربط المغرب مع دول الخليج، و التي تستاهم في استقباله لأموال كبيرة جدا من طرف هذه الدول التي تبحث عن استثمار فوائضها المالية, كما أن المغرب سيستفيد من خبرة دول الخليج في مجال الأبناك الإسلامية.

و توقع الكتاني أن يتبنى المغرب نموذج البنوك الإسلامية في الخليج, مشيرا الى أن ذلك يطرح علامة استفهام، باعتبار أن البنوك الإسلامية في دول الخليج، بنوك ذات طابع تجاري أساسا تعتمد المرابحة، إلا في بعض الاستثناءات, مضيفا في هذا الصدد أن الوضع الاقتصادي في المغرب مختلف عن دول الخليج، لأنه يتوفر على قطاعات مهمة كالفلاحة, و الصناعة, و الخدمات.

بنك قطر الإسلامي يقدم طلبا لإنشاء بنك إسلامي في المغرب

و أضاف الكتاني أن الاستثمار في القطاع الفلاحي والصناعي يستفيد أكثر إذا كانت المعاملات بصيغة المشاركة أو المضاربة، حيث أن أكثر من 90 % من المقاولات في المغرب هي مقاولات صغرى ومتوسطة تحتاج كثيرا إلى دعم استثماري أكثر من طرف البنوك.

الكتاني وجَّه الى وجود تجارب أخرى للبنوك الإسلامية يمكن الإستفادة منها, معطيا مثال ماليزيا والسودان اللتان تبنتا في مشروعها للبنوك التشاركية دعمها للبنوك الاستثمارية الإسلامية، من الناحية القانونية و المالية، وأيضا من ناحية الكفاءات والتكوين.

و دعا الكتاني الى التركيز على مجال التكوين في المالية الإسلامية، لأن البنوك الاستثمارية تحتاج إلى أطر في مستوى أعلى، كونها تتطلب خبرة مضاعفة, أي في مجال البنوك التشاركية من جهة، و في مجال البنوك الاستثمارية من جهة أخرى، أي في كل من الجانب الشرعي و الجانب الاستثماري، وهذه المعاملات أعقد من المعاملات التي تقوم بها البنوك الإسلامية التجارية، لأنها تحتاج إلى خبرة في مجال دراسة المشاريع، وفي مجال تتبع السوق المالية، وأيضا في مجال المخاطرة في الاستثمارات.

و رغم الضعف الذي تعرفه منطقة شمال افريقيا في مجال التكوين، يرى الخبير الكتاني أن المغرب يتوفر على فرص كبيرة تمكنه من بناء مركز مالي إسلامي دولي على غرار المركز الدولي في البحرين و كوالالمبور، و ذلك بحكم البعد الجيو استراتيجي للمغرب سواء على الصعيد الإقليمي أو القاري.

و دعا الكتاني الى التفكير بطريقة علمية مستقبلية حتى لا يبقى طموح المغرب في التميز في هذا القطاع ضعيفا, مشيرا الى أن البنوك التشاركية المزمع إنطلاقها هذه السنة بالمغرب، لا توجد أدنى إشارة الى مضمون أهدافها, هل ستكون بنوكا إسلامية استثمارية أم تجارية أم تنموية؟

[box type=”shadow” align=”aligncenter” class=”” width=””]أخبار ذات صلة :

عام حافل ينتظر البنوك الإسلامية بالمغرب في 2016
الكتاني: فرق جذري بين البنوك الإسلامية و التقليدية.
البنوك الإسلامية في المغرب العربي: الواقع و التحديات.
إشادة دولية بتجربة البنوك الإسلامية بالمغرب. [/box]

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button

Adblock Detected

الموقع يعتمد على الاعلانات لكي يستمر. المرجو دعمنا من خلال تعطيل مانع الاعلانات و شكرا لتفهمكم