خلصت دراسة بحثية إلى أن وجود صكوك المضاربة كأحد أدوات التمويل داخل البنوك الإسلامية ستساهم في تطوير دور هذه البنوك في الاستثمار المباشر في المشاريع الاقتصادية المختلفة وتحقيق التنمية الاقتصادية، وتعزيز علاقة البنوك الإسلامية بالقطاعين العام والخاص ومؤسسات الحكم المحلي التي تحتاج غالبا لتمويل مشاريعها المختلفة.

جاءت تلك الدراسة خلال مناقشة رسالة ماجستير في كلية الاقتصاد و العلوم الإدارية، للباحث زكريا محمد صيام، بعنوان “صكوك المضاربة ودورها في تفعيل قدرة البنوك الإسلامية على تمويل المشاريع الاقتصادية الفلسطينية”، في برنامج الدراسات العليا والبحث العلمي لجامعة الأزهر بمدينة غزة، و التي بموجبها منحت له درجة الماجستير من قبل لجنة المناقشة والحكم التي ضمت كل من الدكتور سمير أبو مدللة مشرفا و رئيسا، الدكتور زياد الدماغ مشرفا، الدكتور نسيم أبو جامع مناقشا داخليا والدكتور فاروق دواس مناقشا خارجيا.

و أوضح الباحث أن الأدوات التمويلية الإسلامية وفي مقدمتها الصكوك الإسلامية، قد شهدت خلال السنوات الماضية انتشارا واسعا لدى الشركات والحكومات في كافة أنحاء العالم. لافتا إلى أنه وفق رؤية خبراء الصناعة المصرفية في العالم، أن الشركات والحكومات ستواصل نشر ثقافة الصكوك الإسلامية بين المستثمرين، و الاستفادة الكاملة من تداولها في الأسواق المالية بدلا من الاحتفاظ بها.

و شدد الباحث على أن مشكلة الدراسة تكمن في التعرف على “دور صكوك المضاربة في تفعيل دور البنوك الإسلامية في تمويل المشاريع الاقتصادية في فلسطين؟”، مما جعل الباحث يطرح أسئلة فرعية أبرزها، ما مفهوم صكوك المضاربة و مشروعيتها وخصائصها وأنواعها وتطبيقاتها في دعم المشاريع الاقتصادية، و أهمية البنوك الإسلامية في إصدار صكوك المضاربة.

و هدف الباحث في دراسته إلى التعرف على مفهوم صكوك المضاربة، ومشروعيتها، وأهميتها الاقتصادية، و أنواعها، و تطبيقاتها، و محاولة تقديم تمويل هيكلي معاصر بما يتفق وأحكام الشريعة الإسلامية كبديل للنظام المصرفي التقليدي، و استكمال ما بدأه الباحثون السابقون في موضوع صكوك المضاربة و توضيح إمكانيتها و دورها في تفعيل قدرة البنوك الإسلامية على تمويل المشاريع الاقتصادية.

و استخدم الباحث الفلسطيني في دراسته المنهج الوصفي التحليلي في إجراء الدراسة، معتمداً على المصادر الأولية، من خلال إعداد استبانة خصيصا لهذا الغرض و توزيعها على المبحوثين و تفريغ و تحليل الاستبيانات من خلال استخدام أدوات البرنامج الإحصائي SPSS. كما اعتمد الباحث على المصادر الثانوية التي تتكون من المراجع و الرسائل العلمية و الدوريات…الخ.

و خلصت الدراسة إلى أن صكوك المضاربة تساهم في رواج و توزيع المال بين أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، و كذلك جذب مستثمرين جدد للتعامل مع البنوك الإسلامية.

و أوصى الباحث بضرورة العمل على نشر ثقافة صكوك المضاربة، من خلال عقد المؤتمرات و الندوات و ورش العمل و إصدار الدوريات العلمية المتخصصة، وإعداد وتأهيل الكوادر البشرية، و إعداد الدراسات والأبحاث العلمية الخاصة بأنواع الصكوك عامة و صكوك المضاربة خاصة، من قبل المؤسسات المعنية بذلك.

و دعا الباحث السلطة الوطنية الفلسطينية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتطوير البيئة القانونية المنظمة لعملية الصكوك نظرا لقلة المؤسسات المالية المساندة لصناعة الصكوك في الأسواق المالية الفلسطينية.

و أوصت الدراسة بضرورة العمل على إصدار صكوك المضاربة طويلة الأمد لغرض دعم و تمويل المشاريع الاقتصادية في فلسطين.

و قد أثنت لجنة المناقشة و الحكم للرسالة, على الباحث على المجهود الذي بذله، و أشادت بمحتوى الرسالة و أوصت بوضعها في المكتبة بعد إجراء التعديلات الطفيفة عليها لتعميم الفائدة على كافة الباحثين في هذا الميدان. و حضر المناقشة لفيف من الطلبة و المهتمين وزملاء الباحث.

ويشار في هذا الصدد إلى أن الباحث زكريا صيام يعمل مديرا في البنك الإسلامي الفلسطيني.

المصدر: الاقتصادية